علاج سرطان الغدة الدرقية

علاج سرطان الغدة الدرقية

توجد الغدة الدرقية تقع في الجزء الأمامي من الرقبة، تتكون من فصين متصلين معًا بقطعة ضيقة من الغدة تسمى البرزخ ولا يمكن الإحساس بالغدة الدرقية أو رؤيتها في معظم الناس. تعتبر الغدة الدرقية هو واحدة من الغدد الصماء التي تقوم بإنتاج وتخزين وإفراز الهرمونات في مجرى الدم حتى تتمكن الهرمونات من الوصول إلى خلايا الجسم، وتستخدم الغدة الدرقية اليود من الأطعمة التي تتناولها لصنع هرمونين رئيسيين:
– ثلاثي يودوثيرونين Triiodothyronine (T3).
– هرمون الغدة الدرقية (T4) Thyroxin.

من المهم أن تكون مستويات T3 و T4 في معدل طبيعي أي أنها ليست عالية جدًا أو منخفضة جدًا حيث تتواصل غدتان في المخ وهما تحت المهاد والغدة النخامية للحفاظ على توازن مستوى T3 و T4.

ما أسباب الإصابة بسرطان الغدة الدرقية؟
يرتبط سرطان الغدة الدرقية بعدد من الحالات الوراثية ولكن السبب الدقيق لمعظم سرطانات الغدة الدرقية لم يُعرف بعد. حيث يمكن أن تتسبب بعض التغييرات في DNA الشخص في تحويل خلايا الغدة الدرقية لخلايا سرطانية؛ إذ تحتوي بعض الجينات على تعليمات للتحكم في نمو الخلايا وانقسامها لخلايا جديدة وبعض الجينات تساعد الخلايا على النمو وتقسيمها أو جعلها تعيش لفترة أطول مما ينبغي أن تسمى الجينات المسرطنة(oncogenes)، وجينات أخرى تبطئ انقسام الخلايا أو تجعل الخلايا تموت في الوقت المناسب تسمى الجينات المثبطة للسرطان (tumor suppressor genes).

يمكن أن يكون سبب السرطان تغيرات في الجينات المسئولة عن التي تعمل على تشغيل الجينات المسرطنة (oncogenes) أو إيقاف الجينات المثبطة للسرطان (tumor suppressor genes).

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالغدة الدرقية؟
عوامل الخطر لا تخبرنا بكل شيء حيث أن وجود عامل خطر أو حتى العديد من عوامل الخطر لا يعني أن الشخص بالتأكيد سيصاب بسرطان الغدة الدرقية. العديد من الأشخاص الذين يصابون بالمرض قد يكون لديهم عدد قليل من عوامل الخطر المعروفة أو لا يوجد لديهم أي من عوامل الخطر وحتى إذا كان لدى الشخص المصاب بسرطان الغدة الدرقية عامل خطر فمن الصعب للغاية معرفة تأثير هذا الإصابة بالسرطان.

بعض عوامل الخطر التي تجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية:

1) الجنس والعمر:
لأسباب غير واضحة عدد مصابي أمراض الغدة الدرقية بصفة عامة في النساء أكثر بثلاثة أضعاف من الرجال. ويمكن أن يحدث سرطان الغدة الدرقية في أي عمر.

2) عوامل وراثية:
تم ربط العديد من الحالات الوراثية بأنواع مختلفة من سرطان الغدة الدرقية ، وكذا تاريخ العائلة ومع ذلك فإن معظم الأشخاص الذين يصابون بسرطان الغدة الدرقية ليس لديهم حالة وراثية أو تاريخ عائلي للمرض.

3) وجود اليود في النظام الغذائي:
تعتبر سرطانات الغدة الدرقية المسامي (Follicular thyroid) أكثر شيوعًا في المناطق حيث تكون نسبة اليود منخفضة في الطعام. من ناحية أخرى قد يزيد النظام الغذائي الغني باليود من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي (papillary thyroid cancer).

4) التعرض للإشعاع سواء من بعض العلاجات الطبية أو من مصادر أخرى.

ما هي أعراض سرطان الغدة الدرقية؟
يمكن أن يسبب سرطان الغدة الدرقية أيًا من العلامات أو الأعراض التالية:
1) ورم في الرقبة وينمو بسرعة في بعض الأحيان.
2) ألم في الجزء الأمامي من الرقبة، وأحيانا ينتشر إلى الأذنين.
3) بحة الصوت أو تغييرات الصوتية أخرى.
4) مشكلة في البلع.
5) مشكلة في التنفس.
6) السعال المستمر مع عدم وجود أمراض أخرى مثل البرد.

كيف يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية؟
يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية عند الذهاب إلى الطبيب بسبب وجود أي من الأعراض أو قد يتم العثور عليه خلال الفحص البدني الروتيني أو اختبارات أخرى. إذا كان هناك أي سبب للاشتباه في إصابة الشخص بسرطان الغدة الدرقية فسوف يستخدم الطبيب اختبار واحد أو أكثر للتأكد من الإصابة وتحديد مرحلة الورم.

1) تصوير الغدة الدرقية (Imaging tests)
يمكن إجراء اختبارات التصوير لعدة أسباب:
– للمساعدة في العثور على المناطق المشبته وجود أورام سرطانية بها.
– لمعرفة مدى انتشار السرطان.
– لتقييم فعالية الدواء.

2) التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
يستخدم الموجات فوق الصوتية موجات صوتية لتصوير أجزاء من الجسم. ويمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد ما إذا كانت العقد الموجودة في الغدة الدرقية (thyroid nodule) صلبة أو مملوءة بالسوائل ومن المرجح أن تكون تلك العقد الصلبة سرطانية.

3) مسح اليود المشع (Radioiodine scan)
يمكن استخدام الأشعة المشعة للمساعدة في تحديد ما إذا كان شخص ما لديه أي كتلة في الرقبة قد يكون مصابًا بسرطان الغدة الدرقية. وغالبًا ما يتم استخدامها أيضًا في الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بسرطان الغدة الدرقية للمساعدة في إظهار ما إذا كان قد انتشر أم لا.

كيف يتم علاج سرطان الغدة الدرقية؟
تعتمد طرق علاج سرطان الغدة الدرقية على نوع ومرحلة السرطان الغدة الدرقية والحالة الصحية للمريض.

في الغالب يلجأ معظم المرضى لإزالة الغدة الدرقية أو جزء منها

1) استئصال الغدة الدرقية (thyroidectomy)
يوصي الأطباء في معظم الحالات بإزالة الغدة الدرقية بأكملها من أجل العلاج، حيث يقوم الجراح بعمل فتحة في قاعدة العنق للوصول إلى الغدة الدرقية ومن ثم إزالتها بشكل كامل. ويتوافر حاليًا عدة أساليب جراحية مثل الهارمونيك (Harmonic) حيث تتميز بدقة شديدة في إزالة أورام الغدة الدرقية بدون التأثير على الأنسجة والأعصاب المحيطة مع إزالة المخاوف المتعلقة بالتأثير على الأحبال الصوتية وتمنع حدوث نزيف بعد العملية، كما أنها تقلل من فترة التعافي بعد العملية.
2) إزالة الغدد الليمفاوية في الرقبة من أجل الفحص والتأكد من عدم وجود أي أورام سرطانية.
3) إزالة فص من الغدة الدرقية (thyroid lobectomy) وذلك في حالة أن الورم السرطاني صغير جدًا وفي جانب واحد من الغدة الدرقية.

ما هي طرق الوقاية من سرطان الغدة الدرقية؟
معظم المصابين بسرطان الغدة الدرقية ليس لديهم أي عوامل خطر معروفة لذلك لا يمكن الوقاية من معظم الحالات. التعرض للإشعاع هو أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. لهذا السبب لم يعد الأطباء يستخدمون الإشعاع لعلاج الأمراض، كما أن اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية وأشعة مقطعية تعرض الأطفال للإشعاع ولكن بجرعات أقل بكثير لذلك ليس من الواضح تأثيرها على الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو أي أمراض أخرى.