أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

أورام الثدي والكشف المبكر عنها

سرطان الثدي هو ثاني أكثر أورام الثدي شيوعًا في النساء بعد سرطان الجلد، ويبدأ سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا أنسجة الثدي النمو بشكل خارج عن السيطرة، وعادًة ما تشكل هذه الخلايا ورمًا يمكن رؤيته في الأشعة السينية أو الشعور بكتلة في الثدي. يكون الورم خبيثًا إذا تمكنت الخلايا من غزو الأنسجة المحيطة بها أو انتشارها إلى مناطق بعيدة من الجسم. سرطان الثدي يمكن أن يبدأ من أجزاء مختلفة فيه ومعظمها يبدأ في القنوات التي تحمل اللبن إلى الحلمة.

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الثدي؟
حدد العلماء بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي مثل العوامل الهرمونية أو نمط الحياة أو عوامل بيئية لكن السبب الرئيس للإصابة بسرطان الثدي غير واضح خصوصًا مع إصابة بعض الناس من الغير معرضات لأي من تلك العوامل مع عدم إصابة البعض الذي معرض لإحدى عوامل الخطر أو بعضها.

ما هي أعراض الثدي؟
أكثر أعراض سرطان الثدي شيوعًا هي وجود كتلة صلبة وغير مؤلمة وذات حواف غير منتظمة، ومن المرجح أن تكون الكتلة ورم سرطاني، لكن يجب الوضع في الاعتبار إن سرطان الثدي يمكن أن يظهر في هيئة كتلة ناعمة مستديرة ويمكنها أن تكون مؤلمة. لذلك من المهم أن يتم فحص أي كتلة تظهر في الثدي أو ملاحظة أي تغيير في شكل الثدي من قبل طبيب متخصص من ذوي الخبرة في تشخيص أورام الثدي. وتشمل الأعراض المحتملة الأخرى لسرطان الثدي:

1) تورم في كل الثدي أو جزء منه (حتى لو لم يكن هناك كتلة مميزة).
2) تهيج الجلد أو تقشيره (يشبه أحيانًا قشر البرتقال).
3) ألم في الثدي أو الحلمة.
4) احمرار ووجود قشور أو سماكة في جلد الحلمة أو الثدي.
5) إفرازات من الحلمة.

كيف يتم تشخيص سرطان الثدي؟
في بعض الأحيان يمكن أن يظهر سرطان الثدي بعد ظهور الأعراض، ولكن هناك العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي بدون ظهور أي أعراض ملحوظة ولهذا فيعتبر الفحص الدوري لسرطان الثدي أمر في غاية الأهمية حتى تتم بعد عملية الشفاء منه، ومن الطرق المستخدمة في الكشف عن أورام الثدي:

1) فحص الثدي والغدد الليمفاوية تحت الإبط بشكل يدوي للكشف عن وجود أي انتفاخات أو كتل غير طبيعية موجودة.
2) تصوير الثدي بالأشعة السينية (Mammogram):
قد تظهر في الثدي بعض المناطق بشكل غير طبيعي عند إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية لكنها لا تعني الإصابة بسرطان الثدي، بل تساعد الطبيب في تحديد إذا ما كانت هناك حاجة لإجراء مزيد من الاختبارات، والتغيرات التي تظهر في تصوير الثدي بالأشعة السينية هي التكلسات(Calcifications) والكتل الغير طبيعية.
3) تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية (Breast Ultrasound):
الموجات فوق الصوتية مفيدة للنظر في بعض التغيرات التي تظهر في الثدي مثل الكتل خاصًة تلك التي يمكن الشعور بها ولكن لا يمكن رؤيتها عند تصوير الثدي بالأشعة السينية أو التغيرات في النساء مما لديهن أنسجة ثديية كثيفة. كما يمكن استخدامه كمرحلة بعد العثور على تغييرات عند تصوير الثدي بالأشعة السينية. وتعد الموجات فوق الصوتية مفيدة لأنها يمكن أن تحدد الفرق بين الخُراج المملوء بالسوائل (غير المرجح أن تكون ورمًا) والكتل الصلبة (التي قد تحتاج إلى مزيد من الاختبارات للتأكد من أنها ليست سرطانًا).
4) تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (Breast MRI Scans):
يتم استخدام تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي للثدي في حالة النساء اللائي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي بالفعل وذلك للمساعدة في تحديد حجم السرطان والبحث عن وجود أورام أخرى في الثدي وفحص الأورام في الثدي الآخر.
5) أخذ عينة من الثدي:
ويتم عندما يُظهر تصوير الثدي بالأشعة السينية أو اختبارات التصوير الأخرى أو الفحص اليدوي للثدي حدوث أي تغيير في الثدي قد يكون سرطانًا. وهي الطريقة الوحيدة للتأكد ما إذا كان سرطانًا أم لا.

كيف ينتقل سرطان الثدي إلى الأجزاء الأخرى في الجسم؟
يمكن أن ينتشر سرطان الثدي عندما تدخل الخلايا السرطانية إلى الدم أو الجهاز الليمفاوي ويتم نقلها إلى أجزاء أخرى من الجسم. الجهاز الليمفاوي عبارة عن شبكة من الأوعية الليمفاوية الموجودة في جميع أنحاء الجسم والتي تربط الغدد الليمفاوية معًا، في حالة سرطان الثدي يمكن للخلايا السرطانية أن تدخل الأوعية اللمفاوية وتبدأ في النمو في الغدد الليمفاوية. معظم الأوعية الليمفاوية تقوم بتصريف الثدي إلى:

– الغدد الليمفاوية تحت الإبط (العقد الإبطية).
– العقد الليمفاوية حول عظمة الترقوة.
– الغدد الليمفاوية داخل الصدر بالقرب من عظمة الثدي (الغدد الليمفاوية الثديية الداخلية).

إذا كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى العقد الليمفاوية فهناك فرصة كبيرة لأن الخلايا قد تنتقل عبر الجهاز الليمفاوي وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

من هن المعرضات للإصابة بسرطان الثدي؟
عوامل الخطر هي أي شيء يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ولكن وجود عامل خطر أو أكثر لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بسرطان الثدي.

1) ممن يعانين من زيادة الوزن أو السمنة مفرطة وتحديدًا بعد فترة انقطاع الطمث يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
2) ممن لا يمارسن أي نشاط بدني: وتتزايد الأدلة على أن النشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
3) استخدام الأدوية الهرمونية في تنظيم النسل: طبقًا للجمعية الأمريكية للسرطان فإن النساء اللوائي يستخدمن أدوية تنظيم نسل هرمونية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
4) ممن يستخدمن علاج هرموني بعد انقطاع فترة الطمث.
5) عوامل وراثية: يُعتقد أن حوالي 5٪ إلى 10٪ من حالات سرطان الثدي تكون وراثية وهذا يعني أنها تنتج مباشرة عن طفرات جينية تنتقل من أحد الوالدين.

كيف يتم علاج سرطان الثدي؟
تتعدد طرق علاج سرطان الثدي طبقًا للمرحلة التي وصلت إليه الأورام وهل حدث أي انتشار للورم في أماكن أخرى أم لا وهل هناك أي تأثير للهرمونات على خلايا السرطان أم لا، كما أن الجراح يضع اعتبار للصحة العامة للمريضة ورغبتها الشخصية.

– العلاج الجراحي لسرطان الثدي:
تخضع معظم السيدات المصابات بسرطان الثدي للجراحة كجزء من العلاج وهناك نوعان رئيسيان من الجراحة لإزالة سرطان الثدي:

1) جراحة تحفظية للثدي (Breast-conserving surgery) وهي عملية تتم فيها إزالة جزء الثدي الذي يحتوي على الأورام فقط والهدف منها هو إزالة السرطان وكذلك بعض الأنسجة الطبيعية المحيطة، ويعتمد الجزء الذي يتم إزالته على حجم وموقع الورم وبعض العوامل الأخرى.
2) استئصال الثدي (Mastectomy) وهي عملية تتم فيها إزالة جميع أنسجة الثدي وبعض الأنسجة المحيطة بالكامل، وهناك عدة أنواع مختلفة من استئصال الثدي وقد تتم إزالة جانب واحد أو إزالة الثديين.

– العلاج الهرموني لسرطان الثدي (Hormone Therapy for Breast Cancer):
يستخدم العلاج الهرموني بعد الجراحة كعلاج مساعد للمساعدة في تقليل خطر عودة السرطان، وفي بعض الأحيان يستخدم قبل الجراحة، يؤخذ عادة لمدة 5 سنوات على الأقل ويمكن استخدام العلاج الهرموني لعلاج السرطان الذي عاد بعد العلاج أو الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. طريقة عمل العلاج الهرموني هي أن الخلايا السرطانية تحتوي على مستقبلات هرمون الإستروجين (ER) الذي يعمل على زيادة نمو وانتشار الورم السرطاني لذا يتم غلق هذه المستقبلات باستخدام مواد شبيه بالاستروجين لغلق هذه المستقبلات.

– العلاج المناعي لسرطان الثدي (Immunotherapy for Breast Cancer):
العلاج المناعي هو استخدام الأدوية لتحفيز الجهاز المناعي للسيدة على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل أكثر فعالية، ويمكن استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج بعض أنواع سرطان الثدي.

– العلاج الموجه لسرطان الثدي (Targeted therapy for Breast Cancer):
بعد معرفة التغيرات التي تحدث في الخلايا السرطانية التي تسبب نموها بشكل خارج عن السيطرة ظهرت بعض الأدوية الجديدة التي تستهدف هذه الخلايا تحديدًا وتم تصميمها خصيصًا لمنع نمو وانتشار الخلايا السرطانية، وتعمل تلك الأدوية بشكل مختلف عن أدوية علاج السرطان التي تهاجم الخلايا التي تنمو بسرعة، ويمكن للعلاج المستهدف في زيادة فعالية أدوية علاج السرطان أو تستخدم بشكل منفرد.

– العلاج بالكيماوي (Chemotherapy):
يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية المضادة للسرطان التي يمكن إعطاؤها عن طريق الحقن في الوريد أو عن طريق الفم وتنتقل الأدوية عبر مجرى الدم للوصول إلى الخلايا السرطانية في معظم أجزاء الجسم.

ويستخدم العلاج الكيماوي بعد الجراحة في محاولة لقتل أي خلايا سرطانية ربما تكون قد تُركت أو انتشرت ولكن لا يمكن رؤيتها حتى في اختبارات التصوير حيث أنه إذا تم السماح لهذه الخلايا بالنمو فإنها يمكن أن تشكل أورام جديدة في أماكن أخرى في الجسم، فالعلاج الكيميائي المساعد يمكن أن يقلل من خطر عودة سرطان الثدي. قد يستخدم أيضًا العلاج بالكيماوي قبل عمليات إزالة الأورام السرطانية في محاولة لتقليص الورم حتى يمكن إزالته جراحيًا.

كيف يتم الوقاية من سرطان الثدي؟
لا توجد أي طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان الثدي ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وهناك العديد من عوامل الخطر خارجة عن الإرادة مثل أن تكوني أنثى التقدم في السن، ولكن يمكن تغيير بعض العوامل الخطر الأخرى مثل تغيير نمط حياة معين.

هل سرطان الثدي وراثي؟
يقدر الأطباء أن حوالي 5 إلى 10% من سرطان الثدي ترتبط بطفرات الجينات الموروثة عبر أجيال من العائلة، والسبب الأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان الثدي الوراثي هو حدوث طفرة موروثة في جين BRCA1 أو BRCA2. في الخلايا الطبيعية تساعد هذه الجينات في صنع البروتينات التي تعمل على إصلاح الحمض النووي التالف. يمكن أن تؤدي النسخ الناتجة عن الطفرات من هذه الجينات إلى نمو غير طبيعي للخلايا مما قد يؤدي إلى السرطان.

هل يُصاب الرجال بسرطان الثدي؟
غالبًا ما تُصاب السيدات بسرطان الثدي والرجال يمكن أن يصابوا به أيضًا. كثير من الناس لا يدركوا أن الرجال لديهم أنسجة الثدي وأنه يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي ويمكن أن تصبح الخلايا الموجودة في أي جزء من الجسم سرطانًا ويمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى.

يبدأ سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو بشكل خارج عن السيطرة. عادًة ما تشكل هذه الخلايا أورام سرطانية يمكن رؤيتها غالبًا على الأشعة السينية أو الشعور به ككتلة.

إعادة بناء الثدي بعد عملية إزالة الأورام
تعتمد فكرة عملية إعادة بناء الثدي على استعادة الشكل الطبيعي للثدي مرة أخرى عن طريق إعادة زراعة الأنسجة المأخوذة من أعضاء الجسد المختلفة لنفس السيدة أو باستخدام حشوات صناعية لإعطاء مظهر متناسق وطبيعي مرة أخرى من حيث الشكل والحجم.

كيف يمكن إجراء عملية إعادة بناء الثدي؟
يمكن إجراء عملية إعادة بناء الثدي باستخدام طريقتين هما

1) إعادة بناء الثدي باستخدام السيليكون (Silicone Breast Reconstruction):
تعتمد تلك الطريقة على تمديد جلد الثديين بواسطة موسع أنسجة أو ما يسمى بـ Tissue expander (موسع الأنسجة هو مادة تشبه البالون)، ويقوم الطبيب بوضعه أسفل العضلة الصدرية ليعمل على مدّ أنسجة الجلد وتوفير المساحة الملائمة لوضع غرسة الثدي، ثم يقوم بعدها بحقن ذلك البالون بمحلول ملحي على مراحل كل أسبوع أو أسبوعين لمدة أشهر متتالية، وحين تتوفر المساحة الملائمة، وتمدد الأنسجة بالشكل الكافي، يقوم الطبيب بإزالة موسع الأنسجة وإجراء عملية لوضع غرسة الثدي الدائمة في مكانها، التي تكون ممتلئة بمحلول الملح “Saline” أو جل السيليكون وتكون هيئتها دائرية أو شبيهة لقطرة الماء. يُعاب على تلك الطريقة شعور السيدات بالألم عند قيام الطبيب بحقن المحلول الملحي داخل موسع الأنسجة، إلى جانب الشعور بعدم الارتياح المصاحب لها والمقترن بتمدد موسع الأنسجة داخل منطقة الصدر.

2) إعادة بناء الثدي بجراحة شريحية:
وهي طريقة تعتمد على استخدام أنسجة من منطقة أخرى في جسد السيدة واستخدامها في منطقة الثدي، ويتم في الغالب الحصول على تلك الأنسجة من منطقة البطن أو الظهر أو الأرداف.

ماهو التوقيت المناسب لإجراء عملية إعادة بناء الثدي؟
يُفضل دائمًا القيام بتلك العملية فور استئصال الثدي مباشرًة ولكن يؤخذ دائمًا في عين الاعتبار إذا كانت السيدة مريضة بداء السكر أو الضغط أو تعاني من السمنة أو مدخنة؛ فإن ذلك يزيد من احتمالية حدوث أي مخاطر أثناء وبعد العملية أو إذا كانت تأخذ جرعات من العلاج الكيماوي كإجراء وقائي بعد عملية الاستئصال فإنها مضطرة لتأجيل العملية لوقت أنسب حتى يكتمل العلاج.

ما أهمية الكشف المبكر عن أورام الثدي؟
الكشف المبكر سرطان الثدي وتلقي العلاج في المراحل الأولى منه من أهم الاستراتيجيات لزيادة فرص الشفاء التام والنجاة منه، ومن السهل علاج سرطان الثدي وهو صغير الحجم ولم ينتشر بعد. وإجراء اختبارات فحص بصورة دورية هو الطريقة الأكثر موثوقية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.