بلغ عدد الوفيات نتيجة الإصابة بسرطان القولون حوالي 1.8 مليون شخص حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية في عام 2018، ويحظى  باهتمام بالغ من قِبِل الأطباء لانتشاره الواسع في الآونة الأخيرة، كما يُعتبر من أكثر السرطانات شيوعًا بعد سرطان الرئة وسرطان الكبد.

مراحل تطور سرطان القولون

يقع القولون أو الأمعاء الغليظة في الجزء النهائي من الجهاز الهضمي قبل المستقيم وفتحة الشرج، ويتميز بدوره الهام  في استكمال امتصاص الماء والمواد الغذائية بعد الأمعاء الدقيقة، والتخلّص من الفضلات إلى خارج الجسم.

يبدأ  في الظهور على شكل تكتلات صغيرة حميدة (السلائل) والتي تنقسم بمعدل خارج عن السيطرة وتتحول مع الوقت إلى أورام سرطانية خبيثة إذا لم يتم الكشف عنها واستئصالها مبكرًا.    يُعرف  أيضًا بسرطان القولون المستقيمي، لأنه ينتشر من القولون إلى المستقيم ثم إلى باقي أعضاء الجسد.        يمر  بخمس مراحل و هم:

المرحلة صفر: أولى المراحل  و أسهلها في العلاج؛ لأنها تقتصر على وجود الخلايا السرطانية في البطانة الداخلية للقولون (داخل جدار القولون).

المرحلة الأولى: ينتشر الورم في الطبقة الداخلية من القولون وينتقل إلى الطبقة المتوسطة منه، لكنه لا يتمكن من إصابة جدار الأمعاء بالكامل.

المرحلة الثانية: انتشار الورم السرطاني في الطبقة المتوسطة من القولون، لكنه لا يصل إلى الأعضاء المجاورة للقولون.

المرحلة الثالثة: تُصيب الخلايا السرطانية الغدد الليمفاوية وقليل من الأعضاء المحيطة بالقولون.

المرحلة الرابعة: هي أخطر و أشد مراحل سرطان القولون قسوة وهي المرحلة الاخيرة؛ فبعد تمكّن الخلايا السرطانية من القولون، يبدأ الورم  في الانتشار إلى الأعضاء البعيدة وإيذائها مثل الكبد والرئتين.

أسباب الإصابة بسرطان القولون

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى سبب الإصابة، ولكن بصفة عامة، يظهر المرض نتيجة خلل في الحمض النووي لخلايا القولون مُسببًا كثرة انقسام الخلايا بشكل غير منضبط وغير منظم حتى في حالة عدم الحاجة إلى خلايا جديدة، وبالتالي تبدأ الخلايا السرطانية في الظهور.

عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون

على الرغم من عدم وضوح سبب المرض، إلا أن هنالك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به وتشمل:

السنّ: كبار السنّ ومن تجاوزوا الخمسين عامًا معرضون أكثر للإصابة.

سبق الإصابة  أو المستقيم أو حتى أورام القولون الحميدة: فذلك يزيد من احتمالية الإصابة أو عودته مرة أخرى.

الأمراض المعوية الالتهابية: تزيد الإصابة بتلك الأمراض من معدل ظهور سرطان القولون مثل مرض التهاب القولون التقرحي.

تاريخ عائلي إيجابي للإصابة : يصبح الشخص مُعرضًا أكثر للإصابة بالمرض عند وجود شخص آخر مصاب في عائلته.

النظام الغذائي الغير صحي: تناول أطعمة قليلة الألياف وعالية الدهون والذي يُطلق عليه الأطباء اسم “النظام الغذائي الغربي” الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتينات الحيوانية الموجودة باللحوم الحمراء، ونسبة قليلة من الألياف المتواجدة بالفاكهة و الخضروات.

مرضى السُكري: المصابون بمرض السكّري من النوع الأول أو الثاني أكثر عرضة للإصابة .

السمنة المفرطة: تعتبر عامل هام في زيادة خطر الوفاة مبكراً بسبب الإصابة بسرطان القولون المستقيمي.

التدخين: يعدّ سبب رئيسي في الإصابة .

العلاج الإشعاعي للسرطان: قد يتحول العلاج إلى مرض! ففي حالة التعرض إلى العلاج الإشعاعي لعلاج سرطانات أخرى، تزيد نسبة الإصابة .

أعراض سرطان القولون وكيفية تشخيصه

لا توجد أعراض واضحة لمرض سرطان القولون في المراحل المبكّرة، ولكنها تبدأ في الظهور مع تقدّم وتفشي المرض، وهي تختلف من شخص لآخر حسب حجم ومكان الورم، ومن أهم تلك الأعراض:

اضطراب حركة الأمعاء مسببةً الإمساك والإسهال المزمنين.

عدم إفراغ الأمعاء بشكلٍ كاملٍ من البراز.

نزيف من فتحة الشرج ووجود دم داكن في البراز.

اضطرابات مستمرة في البطن والشعور الدائم بالانتفاخ والتقلصات.

فقدان الشهية والنقص الشديد في الوزن.

الضعف والإرهاق الشديد والإعياء دون سبب واضح.

تُعتبر هذه الأعراض من اهم الأعراض العامة للمرض، ولكنها قد تظهر على الشخص نتيجة الإصابة بأمراض أخرى. ولذلك عادةً ما ينصح الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من حقيقة الإصابة بالمرض والتي تشمل:

اختبار الدم الخَفيّ في البراز: يعتبر هذا الفحص هو الأكثر كفاءة في الكشف المبكر عن سرطان القولون، فقد يُصاب جدار القولون ببعض الجروح التي تتسبب في إفراز كميات قليلة من الدم مع البراز والتي لا تُرى بالعين المجردة.

اختبار الحمض النووي في البراز: هذا الاختبار يشمل تحليل عدة أحماض نووية أفرزتها السلائل أو الخلايا المسرطنة في البراز.

تنظير القولون: في هذا الفحص يستخدم الطبيب المنظار وهو عبارة عن خرطوم طويل ضيق ومرن مربوط بكاميرا فيديو وشاشة تتيح للطبيب المعالج معاينة القولون والمستقيم من أجل العثور على أي مناطق يُشتبه في إصابتها بالمرض.

طرق علاج سرطان القولون

يعتمد تحديد الخطة العلاجية لمرضى سرطان القولون على مكان الورم وعمق اختراقه لجدار القولون وفي اي مرحلة يكون الورم حيث يختلف علاج المرحلة الاولى عن علاج سرطان القولون من المرحلة الرابعة، وما إذا كان تفشى إلى الغدد الليمفاوية أو مناطق أخرى بالجسم، وتشمل طرق العلاج:

العلاج الجراحي: يستأصل الطبيب الجزء المصاب من القولون ويزيل بعض الهوامش المحيطة بالمنطقة المصابة للتأكد من التخلص من جميع الخلايا السرطانية، ثم يربط ما بين الجزء السليم والمستقيم.

العلاج الكيماوي: إذا انتشر الورم خارج جدار القولون، عادةً ما ينصح الطبيب باستخدام الأدوية الكيماوية ولكن بعد التدخل الجراحي.

العلاج الإشعاعي: باستخدام مصادر عالية من الطاقة مثل أشعة إكس (X-ray) لتصغير حجم الورم قبل استئصاله جراحيًا، أو لقتل الخلايا السرطانية الصغيرة المتبقية بعد الجراحة.



كيفية الحد من خطر الإصابة بسرطان القولون

عند الشعور بأيٍ من الأعراض المذكورة سابقًا، ينبغي الحرص على استشارة طبيبك الخاص في أسرع وقت لحل المشكلة مُبكرًا، ومن أهم الوسائل لحد خطر الإصابة:

تناول نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على الفاكهة والخضروات الغنية بالألياف.

الامتناع عن التدخين.

ممارسة الأنشطة الرياضية.

إجراء فحص روتيني سنوي يشمل فحص القولون بالكامل.