تشكل أمراض الكبد خطرًا شديدًا على حياة الإنسان؛ فالكبد له دور أساسي ومهم في العديد من الوظائف الحيوية داخل الجسم، ولعل من أبرز تلك الأمراض هي أورام الكبد التي تحدث عند نمو خلايا الكبد بمعدلات غير طبيعية وبشكل سريع ومتزايد.

في هذا المقال سنتعرف سويًا على أنواع الأورام الكبد، أسباب ظهورها، طرق علاجها, والفرق بين اعراض اورام الكبد الحميدة واعراض اورام الكبد الخبيثة  وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بها.

ما هي أنواع أورام الكبد؟ وما الفرق بين اعراض اورام الكبد الحميدة واعراض اورام الكبد الخبيثة؟

تظهر أورام الكبد بسبب خلل أو ضرر ما في الحمض النووي (DNA) يؤدي إلى حدوث نمو غير طبيعي للخلايا، وتنقسم إلى أورام أولية وأورام ثانوية بحسب نوع الخلايا المصابة.

  1. أورام الكبد الأولية

وهي الأورام التي تصيب الخلايا الكبدية نفسها، وهي من أكثر الأورام شيوعًا في مصر؛ لأن ظهورها يرتبط بوجود تليف في الكبد أو الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي “B” و”C”.

تنقسم الأولية إلى أورام حميدة وأخرى خبيثة.

  • الأورام الحميدة:

اذا كنت تعاني من اورام حميدة في الكبد فلا تقلق لا تشكل تلك الأورام خطرًا على حياة الإنسان و عادةً لا تنتشر إلى مناطق أخرى بالجسم، ويمكن علاج اورام الكبد الحميدة بسهولة أو التخلص منها بالتدخل الجراحي.

ومن أشهر أنواع الأورام الحميدة و أكثرهم انتشارًا هم الورم الوعائي الكبدي وأكياس الكبد.

  • الورم الوعائي الكبدي:

هو تضخم حميد في الكبد يتكون من مجموعة غير طبيعية من الأوعية الدموية، ولا يحتاج إلى علاج في معظم الحالات لأنه لا يسبب أي أعراض أو مشاكل مطلقًا ولا يتحول إلى سرطان الكبد، ويُمكن إزالته بالجراحة.

من أهم عوامل خطر الإصابة هو التقدم في العمر، كما أن النساء أكثرعرضة للإصابة بالورم الكبدي الوبائي مقارنةً بالرجال خاصةً إذا سبق لهن الحمل والإنجاب؛ بسبب ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين لديهن أثناء الحمل.

  • أكياس الكبد الغير سرطانية:

هي أكياس مملوءة بالسوائل، غير سرطانية وغير مقلقة، ولا تؤثر على كفاءة الكبد ولا تسبب أعراض مؤلمة حتى لو ازداد عددها وحجمها في بعض الأحيان.

تعتبر أكياس الكبد من الأمراض الوراثية، وفي الأغلب تكون الإصابة بها مصحوبة بمرض داء الكلى المتعدد الكيسات، ويصاب بها النساء أكثر من الرجال.

  • الأورام الخبيثة:

هي أورام فتّاكة، تهدد حياة الإنسان وقد تؤدي إلى الوفاة، تمتد لأعضاء ومناطق أخرى في الجسم مما يجعل الشفاء منها صعب، ومن أشهر أمثلة أورام الكبد الخبيثة هو سرطان الكبد، فبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، تسبب سرطان الكبد في وفاة حوالي 788 ألف شخص، وتم تصنيفه كثاني أكثر سرطان شيوعًا وفتكًا في العالم.

يتم تشخيص سرطان الكبد بالاعتماد على إجراء فحوصات للدم لمتابعة وظائف الكبد، اختبارات التصوير، وفي بعض الأحيان تحليل عينة من خلايا الكبد، وتظهر أعراضه في المراحل المتأخرة ومن أهمها:

  • انتفاخ البطن.
  • فقدان الشهية.
  • خسارة الوزن.
  • اصفرار البشرة وبياض العين.
  • ظهور برازاً أبيض كالطباشير
  • تضخم الطحال والغثيان.
  • أورام الكبد الثانوية

يحدث هذا النوع من السرطان بسبب انتشار الورم من عضو آخر إلى الكبد، ولذلك يسمى سرطان الكبد النقيليّ.

يمكن الوقاية من سرطان الكبد باتباع بعض الإرشادات البسيطة مثل:

  • الامتناع عن التدخين وشرب الكحوليات.
  • تناول غذاء صحي متوازن العناصر مع الحفاظ على الوزن.

ينصح الأطباء بالحصول على تطعيم التهاب الكبد الوبائي “B” و الالتزام بمعايير الوقاية من التهاب الفيروس الوبائي؛ وذلك لكونهما من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

عوامل خطر الإصابة بأورام الكبد

لم يتوصل الأطباء بعد لأسباب الإصابة بهذه الأورام؛ ولكن استقر الباحثون على بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد من خطورة الإصابة، ومنها:

  • العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي “B” أو “C”.
  • تشمع الكبد: وهو مرض متقدم يصيب مدمني شرب الكحول بكثرة أو مصابي فيروس الكبد الوبائي B أوC.
  • مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بأورام في الكبد.
  • التعرض لمركّبات الأفلاتوكسين، وهي نوع من السموم التي ينتجها العفن النامي على المحاصيل الزراعية، كالفول السودانيّ والذرة إذا تمّ تخزينها بشكل سيء.
  • الإصابة ببعض أمراض الكبد الوراثية مثل مرض ويلسون الذي يزيد من احتمالية الإصابة بأورام في الكبد.

تشخيص أورام الكبد

يقوم دكتور جمال البحيري بإجراء بعض الفحوصات و التحاليل الطبية مع متابعة الأعراض للكشف عن وجود أورام بالكبد، والتي تشمل:

  • صورة دم شاملة.
  • فحوصات وظائف كبد.
  • فحوصات وظائف كلى.
  • فحوصات تخثر الدم.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تحليل خزعة من خلايا الكبد.

علاج أورام الكبد

تعتمد خطة العلاج على عدة عوامل منها وزن وعمر المريض، ومدى حجم الورم وانتشاره وموقعه، واختيار الطبيب للطريقة الأنسب للعلاج، وتشمل وسائل العلاج:

  1. التدخل الجراحي: يلجأ الطبيب إلى إزالة الورم بالجراحة في حال كان صغيرًا في الحجم ولا يؤثر على وظائف الكبد، أما في الحالات المتأخرة، قد يضطر الطبيب إلى عملية زرع كبد جديد للحفاظ على حياة المريض.
  2. العلاج الإشعاعي: يتقلص حجم الورم أو يختفي نهائياً في حال استخدمنا مصدر طاقة عالي مثل الأشعة السينية (x-ray).
  3. العلاج الموجّه بالأدوية: لا تزال هذه الطريقة العلاجية قيد الدراسة والأبحاث، ولكنها بصورة عامة تستهدف الورم السرطاني في الكبد دون إلحاق الضرر بأي أعضاء أخرى في الجسم.
  4. العلاج الموضعي: يستهدف الخلايا السرطانية و المناطق المحيطة به ويضم:
  • التجميد: يتم تجميد الورم باستخدام سائل النيتروجين استعدادًا لقتله.
  • استخدام كرات صغيرة خاصة تحتوي على إشعاع ووضعها في الكبد لإيصال الإشعاع مباشرة للورم.
  • حقن العلاج الكيماوي في الأوعية المغذية للكبد.

 



 

كيفية الوقاية من أورام الكبد

هناك بعض الإرشادات التي تقلل من فرص الإصابة بأورام الكبد من أهمها:

  • إجراء فحص دوري لوظائف الكبد، وإذا شعرت بأي آلام مزعجة أو تضخم ملحوظ، عليك التوجه للطبيب فوراً.
  • المحافظة على نظام غذائي صحي لا يحتوي على العديد من الدهون الضارة قد يقلل من خطورة الإصابة بأورام الكبد.
  • تلقي التطعيمات المناسبة قبل السفر وتوخي الحذر عند تناول أكثر من دواء.