يعد الورم الليفي في الرحم واحدًا من أكثر المشاكل الصحية التي تشكل هاجسًا عند النساء، فهو مشكلة شائعة تصيب 70% من النساء خلال سن الإنجاب

 و هو عبارة عن ورم حميد ينمو في الرحم، ويتراوح حجمه ما بين الحجم الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة إلى الكتلة الضخمة التي يمكن أن تصيب الرحم بالتشوه.

يتم تشخيص الورم الليفي في الرحم غالبًا دون أي أعراض ظاهرة، حيث يكتشفه الطبيب أثناء الفحص الطبيعي لمنطقة الحوض.

ما هي أعراض الورم الليفي في الرحم؟

إن أغلب الحالات التي أصابها الورم  لا تشكو من أي أعراض، ولكن هناك بعض الحالات التي سجلت أعراضاً مختلفة لوحود الورم الليفي في الرحم، ومنها ما يلي:

  1. غزارة الدم خلال فترة الحيض:

يعد الورم الليفي في الرحم واحداً من الأسباب الكامنة وراء غزارة دم الحيض عند النساء، وفي بعض الأحيان قد تزداد فترة الحيض بسبب الورم الليفي، وهذا الفقدان الغزير للدم يمكن أن يسبب فقر الدم للمرأة وبالتالي مشاكل أكبر.

  1. الشعور بالألم والضغط في منطقة الحوض:

تشعر النساء المصابات  بضغط وألم شديدين في منطقة الحوض، وقد يحدث هذا سواء خلال فترات الحيض أو بينها.

يسبب الورم الحميد الضغط على مثانة المرأة، فتصبح المرأة دائماً في حاجة للتبول، مما يسبب الإزعاج لها، وفي بعض الحالات الأخرى يمكن أن يصل الضغط إلى المستقيم فيؤدي إلى الإمساك.

  1. تضخم في البطن في حالة الإصابة بالأورام الليفية الكبيرة.

قد يسبب بعض المشاكل في الحمل فيما بعد، وتتضمن هذه المشاكل حدوث نزف شديد بعد الولادة، أو إسقاط الجنين، أو حدوث مخاض مبكر للحامل، أو تحول الجنين إلى وضعية غير طبيعية. ويمكن أن يسبب الورم الليفي الحميد تشوهاً في شكل الرحم يؤدي إلى العقم.

وتختلف الأعراض المصاحبة للورم الليفي في الرحم من حالة لأخرى، حيث يعتمد ظهور الأعراض على عدة عوامل، هي:

ما هي أسباب ظهور الورم الليفي في الرحم؟

لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب أساسي للإصابة بالورم الليفي في الرحم، إلا أن الأبحاث والتجارب تُشير إلى أن هذه العوامل قد تساهم في الإصابة به، وهي:

التغيُّرات الوراثية: الكثير من الأورام الليفية تحدث بسبب تغيرات في الجينات الموجودة في خلايا عضلات الرحم الطبيعية.

الهرمونات: هرمون الإستروجين والبروجستيرون – وهي هرمونات تحفز نمو بطانة الرحم أثناء كل دورة حيض استعدادًا للحمل، ويُعزِّزان من نمو الأورام الليفية.

وتحتوي الأورام الليفية على مستقبلات هرمونَيِ الإستروجين والبروجستيرون أكثر من الموجودة في خلايا عضلات الرحم الطبيعية، لذلك تقل نسبة الإصابة بالورم الليفي في الرحم بعد الوصول لسن اليأس ويرجع السبب في ذلك إلى انخفاض إنتاج الهرمونات.

(ECM): هي مواد تجعل الخلايا تلتصق ببعضها البعض، وتزداد تلك المواد في الأورام العَضَلِية الملساء وتجعلها ليفية.

كما يعتقد الأطباء أن الورم الليفي في الرحم يحدث نتيجة إصابة إحدى الخلايا الجذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم (عَضَلُ الرَّحِم‎)، وتنقسم الخلية الواحدة بشكل متكرِّر وسريع؛ مما يخلق في النهاية كتلة مطاطية صلبة مختلفة عن الأنسجة المجاورة.

كيف يتم تشخيص الورم الليفي في الرحم؟

عند الاشتباه بالإصابة بورم ليفي في الرحم، فإن الطبيب المختص يحتاج إلى فحوصات تصويرية لتأكيد التشخيص، وتتضمن هذه الفحوصات:

التصوير بالرنين المغناطيسي.

التصوير بالموجات فوق الصوتية.

منظار الرحم.

 

 

 

 

ما هو علاج الورم الليفي في الرحم؟

العلاج الدوائي

هناك عدة طرق يمكن أن يعالج بها الورم الليفي، فقد يلجأ الأطباء في البداية إلى الأدوية لعلاج أعراض الإصابة بالورم الليفي، مثل وصف المسكنات للتخفيف من الألم، أو وصف حبوب منع الحمل أو الهرمونات، ومن أشهر الأدوية شيوعاً لعلاج هذه الحالة (Leuprolide) وتستجيب أغلب الحالات لهذا العلاج.

اللولب الرحمي

يمكن استخدام اللولب الرحمي، فهو يعمل على إطلاق البروجستيرون، ويعد البروجستيرون مهمًا في التحكم في النزيف الذي يصيب المرأة، ولا تأثير لديه في التخلص من الأورام الليفية وإزالتها.

العلاج الجراحي

يتمثل الخيار الثاني لعلاج الورم الليفي في الرحم في الجراحة والتي يمكن أن يتم فيها إزالة ألياف الرحم سواء بالجراحة أو المنظار، ويفضل الكثيرون إجراء هذه العملية بواسطة التنظير حيث يتم استخدام الليزر لتدمير الأورام الليفية دون المس بالنسيج الطبيعي للرحم.

في بعض الحالات المرضية الشديدة، أو التي لم تستجب للأدوية، يتم استئصال الرحم بشكل كامل، دون استئصال المبيضين، وتكمن المشكلة في هذا الحل في عدم إمكانية الإنجاب بعد ذلك.

فيديو يوضح كيف يتم علاج أورام الرحم الليفية مع دكتور جمال البحيري